لغتنا الجميلة الحلقة١٣٢٠ هذا الرجل من نجع حمادي الحلقة ٨٠
كتب : كمال مرتضى النجمي الشيخ أحمد محمود (علي قدر أهل العزم .. وكاريزما القيادة)
كاريزما :تعني تميز معين بين الناس في القيادة ،أو في الحديث،او في التصرف الصحيح في المواقف،أو في الدأب علي الاستمرار فيه بنفس القوة ...من هنا تأتي صفة الكاريزما.
وليس كل إنسان لديه هذه الصفة المميزة ،فهي صفة يتميز بها عدد قليل من الموهبين من الناس،وقلما تجد إنسانا فيه هذه الكاريزما إلا كل حين من الزمن.
ومن العجيب والغريب إن مدينة نجع حمادي فيها رجال لهم هذه الكاريزمابكثرة لدرجة أننانجد في كل مجال من مجالات الحياة رجالاً لهم هذه الصفات وهذه الكاريزما ،سواء في مجال السياسة أو الأدب أو العمل الاجتماعي أو حتي علي مستوي المواهب.
ولو ذكرنا أسماء بعينها لطال الحديث وربما يحتاج
إلي مساحة أكبر من هذه الحلقة التي تقرأها الأن..
وفي مجال العمل الاجتماعي أولا والسياسي ثانيا وفي مجال الدعوة والقيادة والريادة والتأثير والصداقة والعطاء والكرم وخفة الظل والمحبة للناس يبرز اسم فضيلة الشيخ أحمد محمود إبراهيم احد أهم علماء الأزهر الشريف ليس في نجع حمادي فقط كمدينة او قنا كمحافظة بل ربما علي مستوي جمهورية مصر.
رجل عالم ،أديب ،سياسي،مثقف،اجتماعي،كريم الخلق،كثير العطاء ،صاحب إنجاز ،وصاحب حضور قوي وتعليق مناسب في الوقت المناسب،نشيط لايعرف الكسل إليه سبيلا،لا يعرف الكلل أو الملل،حسن الخلق ،سريع البديهة،حاضر الذهن ،لا يهدأ،يومه نشاط وعمل ودأب واستمرارية فوق طاقة البشر ،صباحه عما ومساؤه عمل واجتماعيات وواجبات ودروس دينية ودعوة وصلة ارحام .
لاتجد مؤتمرا سياسيا إلا ويشارك فيه،ولا تجد مناسبة دينية إلا وتراه متحدثا،لا تجد مناسبة اجتماعية أو واجب عزاء إلا وتراه وسط الجموع مؤديا واجبه كأحسن ما يكون الأداء.
--------------------------
الشيخ أحمد محمود إبراهيم المولود عام ١٩٢٨ بنجع سالم ،تلقي تعليمه في المدارس الأزهرية والتحق بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر وحصل علي الشهادة العالمية منها (الدرجة العالية ليسانس اللغة العربية وإجازة التدريس في التخصص اللغوي)عام ١٩٥٠.
عمل مدرسا بالمعاهد الأزهرية لمادة اللغة العربيةوبدأ بمعهد اسنا الازهري ثم معهد جرجا ثم معهد قنا ثم استقر به المقام بمعهد نجع حمادي.
أسس الكثير من المدارس الأزهرية للبنين والبنات في مركز وقري نجع حمادي.
ثم عمل وكيلا لمعهد نجع حمادي الأزهري ثم شيخا لمعهد بهجورة .
وفي بهجورة كانت له بصمة كبري ثمثلت في إنشاء معاهد ومدارس ازهرية (إبتدائي -إعدادي-ثانوي)(بنين -بنات).
تولي قيادة التعليم الابتدائي علي مستوي منطقة قناالأزهرية وكانت تضم محافظات:قنا والاقصر والبحر الأحمر.
أنشأ معاهد ازهرية في الأقصر والغردقة والقصير وسفاجا ووصل في العطاء إلي إنشاء معهد ازهري في مرسي علم في اقصي مدن البحر الاحمر.
وله الأيادي البيضاء في إنشاءالمجمع الأزهري في قريته نجع سالم(إبتدائي-إعدادي-ثانوي)(بنين -بنات).
كذلك في أولاد نجم بني مجمعا للمعاهد الأزهرية ووصل الأمر الأن أن كل قرية في أولاد نجم بها مدرسة ازهرية.
وفي العمل السياسي كان عضوا فاعلانشطا مؤثرافي المجلس المحلي لمحافظة قنا في الفترة من ١٩٩٨وحتي وفاته في ٢٠٠١
وكانت قنا في هذا الوقت زهرة المدائن تحت قيادة اللواء عادل لبيب محافظ قنا الذي لا يتكرر كثيرا.وعلي ذكر اللواء عادل لبيباذكر هذه القصة :حج الشيخ احمد محمود خمس مرات واعتمر عشر مرات وفيىعام ٢٠٠١(عام وفاته)أصر علي ان يذهب إلي الحج وقدّم اوراقة لكن لم يثبه الدور ،ولم ييأس واجري اتصالاته مع اللواء عادل لبيب يطلب فيه مساعدته في الحصول علي تاشيرتين لاحج له ولابنته لدكتورة عزة طبيبة النساء المعروفة.وبالفعل حصل عليهما وسافر لأداء فريضة الحج وكأنه يودع هذا المكان الطاهر وبالفعل مات بعد عودته بشهرين.
وبالعودة إلي العمل السياسي
استثمر الحاج أحمد عمله السياسي في مساعدة أهل نجع حمادي والقري في رصف الطرق وتوصيل مياه الشربلشرق وغرب النيل ألي جانب إنشاءات كثيرة ومتعددة بالمدارس . وقاد حملة طرق الأبواب للتبرعات لبناء المعاهد الأزهرية في انجازات واضحة للعيان..
---------------------------
الشيخ احمد محمود إبراهيم وصورة من قريب:
هو والد رحيم حنون طيب كرين يكرم زائريه .وهو شخصية قيادية تتميز بحسن المتابعة والدأب طوال الوقت مع الحسم والشخصية القوية لضبط العمل في المعاهد الازهريةالتي عمل بها.
أما عن علمه فهو عاشق للغة العربية متعمق في أدابها وشعرها ونحوها وصرفها وبلاغتها.
وهو خطيب بارع تولي الخطابة في مسجد قريته نجع سالم لمدة ثلاثين عاما.
كان يقود قوافل النور للتوعية الدينية طوال أشهر رمضان في حياته والتي كانت تطوف القري والنجوع.
أرسله الأزهر في بعثة علمية إلي الجزائر سافر خلالها إلي فرنسا وذلك من عام ١٩٦٨إلي عام ١٩٧٣.
وهو قارئ جيد كان متابع للصحف اليومية وخصوصا جريدة الأهرام.
وهو مستمع جيد لإذاعة القران الكريم .
ومن المعلومات الغريبة التي سمعتها عن الشيخ احمد ان فضيلته قد كوّن فريقا للتمثيل المسرحي من طلاب الأزهر ليقدموا مسرحيات هادفةتحمل مضمونا دينيا وبذلك يضرب المثل والقدوة بوسطيته التي لاتعرف تعصبا ولاتطرفا.
كان رحمه الله خفيف الظل يميل الي المرح دون الخروج عن وقار شخصيته وكاريزما قيادته.
--------------------
أولاده:أنحب الشيخ احمد اربعة أولاد وأربع بنات:
الاولاد:محمود طبيب بالسعودية
هيثم :مهندس بالالومنيوم
محمد:طبيب وقد توفي بعد حادث اليم
عبد المنعم :توفي وهوطالب في الصف ابرابع الثانوىالازهربعد إصابته بمرض أدي الي وفاته.
وأربع كريمات هن :
الدكتورة عزة:طبيبة أمراض النساء زوجة المهندس عادل رجائي مدير عام تموين فرشوط سابقا نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الوعي الإسلامي حاليا.
الاستاذة سحر وتعمل بالتدريس بالازهر زوجة المستشار محمد أحمد مصطفي (حسام)
الاستاذة إيمان وتعمل بالتدريس بالازهر زوجة الدكتور أسامة محمد عبد الله طبيب الاطفال المعروف
الأستاذة أمل وتعمل بالتدريس بالازهر زوجة المرحوم المهندس عبد الهادي خليفة
اما عن إخوته:فله شقيقان :الحاج المعاون والحاج ناجي وله شقيقتان
-------------
تزوج الحاج احمد من كريمة النائب محمد رشاد خلف الله .
-------------------
ارتبط الشيخ احمد بزمالة وصداقة العلماء في نجع حمادي أصحاب الفضيلة :الشيخ عثمان عباس والشيخ نصر الدين علي عبد النعيم والشيخ عبد الغفار الدردير والشيخ عبد الغفار عبد العال والشيخ عبد الله عيسي والشيخ الأمير خالد والشيخ حسين عبد العال
ومن السياسين:اللواء عادل لبيب والنائب احمد فخري قنديل والنائب عبد ابرحيم الغول
وارتبط بأبناء الشيخ أبي الوفاء الشرقاوي وقد قام بالتدريس للكثير من أبنائهم فهم أحبابه وتلاميذه.
عمل الشيخ احمد منذ تقاعده عن العمل الرسمي بالتعليم الخاص فقد انشأ المدرسة الثانوية الخاصة وعمل مديرا لها حتي وفاته
وكان ممثل محافظة قنا لاصحاب المدارس الخاصة يتكلم باسمهم ويتابع ملحوظات مديرية التعليم.
عمل الشيخ احمد علي خدمة الناس حتي وافته المنية عام ٢٠٠١ وقد حكي شهود عيان انه وحين توفي كان يمسك بيده اوراق تخص إنشاء معهد ازهري جديد كان قد حصل علي موافقة بانشائه
وصدق فيه قول الشاعر :علوٌ في الحياة وفي الممات
لحقٌ انت إحدي المعجزات.
الكلام لايوفي الرجل حقه وما كتبته هو قليل من كثير لصاحب الكاريزما ..
والي اللقاء ورجل من نجع حمادي...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق